الأنبا أغاثون يكتب: الذكرى العطرة  لتتويج قداسة البابا شنودة الثالث على الكرسى المرقسى 

الأنبا أغاثون
الأنبا أغاثون

اليوم 14 نوفمبر 2022 الذكرى العزيزة على قلوب جميع الأقباط مصر فى كافة أنحاء الكرازة المرقسية  ، وهى التذكار الحادى والخمسون لتتويج مثلث الرحمات المتنيح قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث خليفة القديس مرقس الرسول ، البابا البطريرك ال 117 من بابوات الآسكندرية – بأسم البابا شنودة الثالث.

قبل أن أدخل فى سرد ما تعلمناه من قداسته ، أننى أشهد قدام الله والقديسين ، بأننى لا أجمل غبطته فى هذا ، بل أشهد شهادة صادقة أمام رب الأرباب والتاريخ ، وذلك لأجل صالح المعاصرين من الناس والذين يأتون من بعدنا.

1-لذلك فى مقدمة ، ما تعلمناه من غبطته ، حب وطننا العزيزة مصر ، وأنتماتنا إليه ، وأخلاصنا له ، والتضحية لأجله والوقوف معه والسند له ، خاصة فى أوقات الأزمات والمحن التى تمر عليه ، وذلك ليس بالأقوال والشعارات ، التى لا قيمة لها ، بل بالمواقف والأعمال الوطنية  التى تسنده وتبنيه ، وتساعده على أن يكون فى مقدمة الدول المتقدمة .

2-كما أننا تعلمنا منه ، حب كنيستنا وإيمانها وعقائدها وتقاليدها وقوانينها وطقوسها ولوترجياتها وآبائها وتاريخها العريق وتعاليمهاالصحيحة النقية المخلصة .

3- وكما تعلمنا من قداسته حب كنيستنا  ، تعلمنا منه أيضاً معايشه إيمان وعقائد كنيستنا والتمتع بالنعم الإلهية التى فيها ، والتى تقدمها لنا الكنيسة كل يوم ، وبنعمة ربنا سوف تستمر فى تقديمها لكافة الأجيال المقبلة من بعدنا 

4- من جانب آخر ، كما علمنا معايشة إيمان وعقائد كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فى حياتنا ، علمنا كذلك الأنتماء لكنيستنا ، والإخلاص لها ، والتضحية لأجلها ، والوقوف معها والسند لها ، خاصة فى أوقات الأزمات والمحن التى تمر عليها ، وذلك ليس بالأقوال والشعارات التى لا قيمة لها ، بل بالمواقف والأعمال الحية الصادقة التى تسندها وتبنيها وتساعدها على أن تكون منارة ورائدة لكافة الكنائس ، كما كانت منذ تأسيسها ، شاهد لله والحق الإيمانى  فى كل وقت وفى كل عصر دون محاباة أو خوف .

5- لا يفوتنا أن نشير ، بأننا تعلمنا منه الثبات على التعاليم الصحيحة النقية المخلصة ، وأننا نكون مدققين فى تعاليمنا فى كل الأوقات والمناسبات والظروف ، لان التعليم هو بمثابة خميرة صالحة أو غير صالحة ، لذلك التعليم يجب أن يكون هو حسب إيمان الكنيسة  وتقاليدها المُسلمة ، المستقرة الثابتة ، وليست تعليماً خاطئة ، يناهض ويناهض ، إيمانها وتقاليدها وتاريخها العريق المشرف على مر العصور .

6- لذلك كان قداسته ، لايتهاون مع التعاليم الخاطئة وأصحابها ، فلذا كان يعلم التعاليم الصحيحة ، تصحيحاً للتعاليم الخاطئة وأصحابها ، ومنه تعلمنا هذا ، ومع ذلك أتخذ غبطته ومعه أعضاء المجمع المقدس ، مواقف حازمة ضد أصحاب البدع والهرطقات وذلك يقطعهم من شركة الكنيسة ، والتقدم للأسرار المقدسة ، كذلك يقطع تعاليمهم  وكل من يعلم بها ، وكل هذا للحفاظ على صحة ونقاوة وأخلاص التعليم من التعاليم الخاطئة ، وذلك للحفاظ على الإكليروس والرعية من التحزب والفرقة ، وكل هذا يؤدى إلى استمرار سلام الكنيسة وهيبتها وسمعتها ووحدتها .

7- بالإضافة إلى كل ذلك ، تعلمنا منه ، بأن تكون كل مواقفنا وسلوكنا ، وأعمالنا الإدارية والرعوية داخل الكنيسة وخارجها بحكمة ودراسة وتدقيق ، وأن نشرك معنا كافة المساعدين لنا ، فى اتخاذ القرارات الخاصة بالخدمة والرعاية ، وخاصة فى علاج المشاكل ، التى تعد هى جانب هام  ، ولا غنى عنه  فى نجاح الرعاية ، وسلامة الرعية.

ختاماً – كل هذه الجوانب التى ذكرناها وتعلمناها من غبطته ، هى جزء من الكل .. لذلك بالرغم من إنتقاله من عالمنا الفانى إلى عالم البقاء منذ عشرة سنوات إلا أنه حياً  بروحه وتقواه ومواقفه النبيلة وتعاليمه السامى وخدمته الجليلة ، التى تعلمنا منها الكثير والكثير .

أننى أثق فى قداسته ، بأن روحه الطوباوبة ترفرف على بلدنا العزيزة مصر ، وعلى كنيستنا ، وتطلب عن كل منهما أمام عرش النعمة البركة والسلام والتقدم والحفظ من كل شرٍ ومكروه .
 

  نيافة الأنبا أغاثون
أسقف مغاغة والعدوة
ورئيس رابطة خريجى الكلية إكليريكية